النشأة والبداية مع كرة القدم
وُلد كيفن دي بروين في 28 يونيو 1991 في مدينة درونغن، وهي جزء من مدينة غنت في بلجيكا. منذ صغره، أظهر دي بروين شغفًا كبيرًا بكرة القدم، والتحق بأكاديمية نادي KVV Drongen في عمر الست سنوات فقط. ثم انتقل إلى نادي غنت، حيث تلقى تعليمه الكروي الأساسي، قبل أن ينتقل إلى أكاديمية جينك، النادي الذي سيفتح له أبواب النجومية.
في سن 17 عامًا، ظهر دي بروين لأول مرة مع الفريق الأول لنادي جينك، وسرعان ما أصبح لاعبًا أساسيًا في تشكيلة الفريق بفضل تمريراته الحاسمة ورؤيته المميزة للملعب.
الانطلاقة نحو النجومية الأوروبية
بعد تألقه في الدوري البلجيكي، انتقل دي بروين في عام 2012 إلى نادي تشيلسي الإنجليزي. لكن تلك التجربة لم تكن الأفضل له، حيث لم يحظَ بفرصة حقيقية لإثبات نفسه تحت قيادة المدرب جوزيه مورينيو، مما دفعه للرحيل على سبيل الإعارة إلى نادي فيردر بريمن الألماني.
في ألمانيا، بدأ دي بروين في استعادة تألقه، وقدم موسمًا رائعًا مع بريمن، جعله محط أنظار الأندية الأوروبية. وفي 2014، وقع مع نادي فولفسبورغ الألماني، وهناك قدم واحدًا من أفضل مواسمه، حيث حصد جائزة أفضل لاعب في الدوري الألماني موسم 2014–2015.
المحطة الذهبية: مانشستر سيتي
في صيف عام 2015، انضم دي بروين إلى مانشستر سيتي مقابل صفقة تجاوزت 60 مليون يورو، ليصبح حينها أحد أغلى اللاعبين في تاريخ النادي. تحت قيادة المدرب بيب جوارديولا، تطور أداء دي بروين بشكل مذهل، وتحول إلى القلب النابض للفريق.
تميز دي بروين بقدرته على صناعة الفرص، وتسجيل الأهداف من خارج منطقة الجزاء، وتمريراته الطويلة الدقيقة. وأصبح لاعبًا لا غنى عنه في تشكيلة السيتي، حيث ساهم في التتويج بعدد من البطولات المحلية والقارية.
أبرز إنجازات كيفن دي بروين مع مانشستر سيتي
- الدوري الإنجليزي الممتاز: تُوّج دي بروين بلقب الدوري مع مانشستر سيتي عدة مرات، وكان من أبرز اللاعبين المؤثرين في تلك الإنجازات.
- كأس الرابطة الإنجليزية: فاز باللقب أكثر من مرة، وكان دائمًا عنصرًا حاسمًا في النهائيات.
- دوري أبطال أوروبا: في موسم 2022–2023، ساهم دي بروين في تتويج السيتي بلقب دوري الأبطال لأول مرة في تاريخه، بعد سنوات من المحاولات.
- الجوائز الفردية: حصل على جائزة أفضل صانع ألعاب في الدوري الإنجليزي، واختير في تشكيلة العام عدة مرات، كما ترشح لجائزة الكرة الذهبية.
مسيرته مع المنتخب البلجيكي
شارك دي بروين مع المنتخب البلجيكي في عدة بطولات كبرى، من بينها كأس العالم 2014، 2018 و2022، بالإضافة إلى بطولات أمم أوروبا. وبلغ مع منتخب بلجيكا نصف نهائي كأس العالم 2018، حيث حصل "الشياطين الحمر" على المركز الثالث.
كان لدي بروين دور بارز في أداء بلجيكا، وكان دائمًا محط أنظار الجماهير بسبب تمريراته الدقيقة وأهدافه الحاسمة. كما يعد من اللاعبين القادة في المنتخب، حيث يتحمل مسؤولية صناعة اللعب وتوجيه زملائه في الملعب.
سر تألق كيفن دي بروين
لا يقتصر نجاح دي بروين على موهبته الفطرية فقط، بل يعود أيضًا إلى أخلاقياته العالية في العمل، وانضباطه داخل وخارج الملعب. يُعرف عنه التواضع، والقدرة على التعلم من التجارب، وهو ما جعله يتغلب على فشل تجربته مع تشيلسي ليعود أقوى في ألمانيا، ثم يتألق في إنجلترا.
كما أن العمل مع بيب جوارديولا ساهم كثيرًا في صقل مهاراته، وتحويله إلى لاعب متعدد الأدوار، يمكنه اللعب كصانع ألعاب، جناح، أو حتى لاعب محور متقدم.
الجانب الشخصي من حياة دي بروين
رغم الشهرة الكبيرة التي يحظى بها، يحافظ دي بروين على خصوصيته بعيدًا عن وسائل الإعلام. وهو متزوج من ميشيل لاكروا، ولديه أطفال. ويُعرف عنه حبه للحياة العائلية واستقراره النفسي، وهو ما ينعكس إيجابيًا على مستواه داخل الملعب.
تأثيره على مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي
منذ انضمامه إلى مانشستر سيتي، أصبح دي بروين رمزًا للاستمرارية والتميز. وبفضله، تغير أسلوب لعب السيتي بشكل كبير، وأصبح الفريق يعتمد بشكل أساسي على التمريرات البينية السريعة، وصناعة الفرص من العمق.
وبفضل أدائه المتقن، ألهم دي بروين جيلاً جديدًا من اللاعبين، واعتبره كثيرون أحد أفضل لاعبي خط الوسط في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.
الخاتمة
كيفن دي بروين ليس مجرد لاعب موهوب، بل هو نموذج للرياضي المثابر الذي استطاع التغلب على العقبات، وبناء مسيرة ذهبية تستحق الإشادة. سواء كنت من عشاق مانشستر سيتي أو محبي كرة القدم بشكل عام، فإن متابعة مسيرة دي بروين تمثل درسًا حيًا في الطموح، والعمل الجاد، والإبداع الكروي الحقيقي.
إذا كنت تبحث عن الإلهام من لاعب لم يستسلم للفشل وارتقى للقمة، فإن كيفن دي بروين هو الاسم الذي يجب أن تتذكره دائمًا.